بيان حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير: "اعلان البحرين” ولد ميتاً وتهافت الخطاب من الحكومة المنتخبة إلى حزمة من المبادىء والقيم العامة

حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير
0 الآراء
قادة ورموز الثورة
279

http://14febrayer.com//arabic/images/Abnaa/Ansar_Arabic_2_756898573.jpg

 

 

 

 

 

بيان حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير: "اعلان البحرين” ولد ميتاً وتهافت الخطاب من الحكومة المنتخبة إلى حزمة من المبادىء والقيم العامة

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى:(وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ۚ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (145) سورة البقرة /صدق الله العلي العظيم.

تطالب حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير مرة أخرى برفض كل المشاريع السياسية التي تؤدي الى شرعنة كيان آل خليفة الغاصب والمحتل للبحرين ، كما وتطالب بمقاطعة الإنتخابات البرلمانية الصورية القادمة في أغسطس/آب القادم.
إن جماهير شعبنا قد كفرت بحكم الإستبداد والديكتاتورية والإقصاء والتطهير للكيان الخليفي الذي يتماهى بتنفيذ نهج التطبيع مع الكيان الصهيوني على أبناء شعبنا.
إن "إعلان البحرين” وسائر المشاريع السياسية المنهزمة أمام غرور وغطرست النظام القمعي الحاكم في البحرين والتي أخفق فيها المنهزمون بإقناع الكيان الخليفي المتسلط بما يسمى بالمصالحة الوطنية والتطبيع معه والتعهد بنسيان أنهار الدماء التي أسالها آل خليفة من أبناء الشعب ،  وعلى حساب ثورة شعب قدم تضحيات جسيمة من أجل حريته وعزته وكرامته.
لقد صدر إعلان البحرين في الرابع من يونيو الماضي ، وقبل ثلاثة أسابيع من الإعلان عن محاكمة الشيخ علي سلمان ، الأمين العام لجمعية الوفاق المنحلة ، والإعلان عن براءته في 21 يونيو من نفس الشهر ، فهم من مستوى خطابه أنه إلتماس بطلب الرأفة والرحمة من لدن الطاغية حمد لإلغاء محاكمة الشيخ علي سلمان أو تخفيف الحكم الذي سوف يصدر ضده ، حيث خلا إعلان البحرين من أي مطالب وأي نبرة تحمل تحدي المواصلة والإستمرار في مجابهة الديكتاتورية والإستبداد.
ونحن نتساءل كيف يتقبل شعبنا المصالحة الوطنية والتطبيع مع الكيان الخليفي والدخول معه في تسويات سياسية ، ويداه لاتزال ملطختان بدماء المدنيين الأبرياء الذين سفك دمائهم بدم بارد والآلاف ممن طالهم الإنتقام بالمس بحرماتهم وممن تعرضوا للتعذيب والإهانة ، بالإضافة إلى أنه نظام منخرط في تحالفات ومصالحات وتطبيع مع الكيان الصهيوني ، ومتموضع ومتخندق مع محور التطبيع مع الاستكبار العالمي وإسرائيل؟!
إن دعوات الإستسلام والرضوخ للكيان الخليفي تحت يافطات الأمر الواقع دعوات يطلقها الطابور الخامس الراغب في التطبيع مع كيان غاصب أرتكب الموبقات ضد الوطن والدين والإنسانية ،  وهي دعوات مشبوهة تستهدف تبرئة وتبييض وجه الطاغية حمد وأزلامه ورموزه وأعوانه من الجرائم النكراء التي إرتكبوها ضد الوطن والناس وضد القيم والمبادىء ، وهي دعوات مرفوضة شعبية جملة وتفصيلاً .
لقد فشلت كل مشاريع خطب ود السلطة من قبل المعارضة الخيرة في البحرين على إمتداد تاريخها وذلك منذ إستيلاء آل خليفة على الحكم والسلطة ، وكان آل خليفة يكافئون من يحسنون الظن ويبدون نواياهم الخيرة بتجاوز الماضي وفتح صفحة جديدة تؤسس لعلاقة ثقة وإحترام متبادلة بالإعتقال والتعذيب ثم النفي والتشريد وأخيراً المكافئة بعد الإهانة والإذلال بإسقاط الجنسية والنفي القسري من البلاد.
وهكذا فإننا نلمس بأن "إعلان البحرين" إنما جاء من أجل أن يبدي الطاغية حمد حسن نية ، فجاءت صفقة المحاكمة للشيخ علي سلمان بتخفيف الحكم عنه وبراءته من قضية التخابر مع قطر ، ولكن دون أية إشارة إلى هذا التنازل الكبير في خطاب الإعلان والذي كان بمثابة إعلان هزيمة وإستسلام أمام سلطة الأمر الواقع ، والتي سريعاً ما إلتقطها الأمريكيون ورحبوا بها أيما ترحيب بأن رحبوا بتبرئة الشيخ علي سلمان بل وطالبوا الكيان الخليفي بعدم إستئناف الحكم.
كما أن جمعية الوفاق لا تزال تبحث عن صناعة الحلول بالسباحة عكس التيار الشعبي وقواه الثورية ، وضمن أوهام وسراب لحوار مع الكيان الخليفي ، والإستمرار في الحوار العقيم مع هذا الكيان معتبرة نفسها القوى الأكبر وصاحبة القرار الأوحد لتقديم الحلول من أجل ما تسميه بحلحلة الأزمة السياسية التي عصفت بالبحرين منذ عام 2011م.
وعجيب أمر الإنهزاميين الذي لازالوا يفكرون بأنهم يستطيعوا أن يحركوا المياه الراكدة مع السلطة ضمن أوهام عجيبة وغريبة ، لم يقرأوا فيها سيرة آل خليفة في كل ما مضى من تاريخهم الأسود ، ونتعجب أكثر كيف لهؤلاء الثلة المنهزمة تنساق وراء فكرها المهزوم وكأن الشعب وعوائل الشهداء وشباب الثورة وقياداتها ونخبها لم يقدموا الشهداء والدماء والأرواح والآلاف من الجرحى والآلاف من المعتقلين والمعاقين والمسقطة جنسياتهم بالمئات.
ومن المفارقات العجيبة أيضاً ، بإن سلطات الكيان الخليفي ، رغم كل خطابات الخنوع والإستسلام وإعلان الخضوع التام ، لا زالت تدير أذنها الصماء للمهزومين ، كل ذلك من أجل مطالبتها بالإنبطاح أكثر وأكثر وتقديم تنازلات كبيرة من أجل القبول بعودتها للحياة السياسية ضمن صفقة يكون الكيان الخليفي فيها هو الرابح والمنتصر الأكبر ، أما الخاسر هو الشعب الذي قدم التضحيات.
إن جماهير شعبنا ليست بحاجة الى مشاريع دبلوماسية تدفع بهما الأفكار الإنهزامية المستسلمة لسلطات الأمر الواقع ، ولا التي يشم منها خطوات سعودية إماراتية لإيجاد حل في البحرين ، فهذه الدول هي شريكة في جرائم حرب ومجازر إبادة لشعبنا ، وقد إرتكبت أبشع أنواع الجرائم والقتل والتعذيب وإنتهاك السيادة بغزوها بجيوشها لبلادنا وتدنيس سيادتها ، ودعم مشروع التجنيس السياسي والتغيير الديموغرافي وإستجلاب الآلاف من القوات العسكرية الأجنبية من الخارج لخنق الثورة ، ولذلك فشعبنا لا يرى في هاتين الحكومتين الفاسدتين ، أنهما بشائر خير لحريته وكرامته وعزته ، وإنما المزيد من الإرهاب والقمع والديكتاتورية.
إن جماهير شعبنا ليست بحاجة الى مبادرات منهزمة تستهدف شرعنة الكيان الخليفي وجرائم أزلامه ورموزه ومرتزقته وجلاديه ، وإنما مجابهة الديكتاتورية الإستبداد والمطالبة بالعدالة والحقوق السياسية تتطلب مبادرات تتجلى فيها آيات الصبر والعزة والإباء.
ولذلك فان الذين يذهبون بطرح مشاريع ومبادرات من أجل فرض حكم غاصب ومغتصب في الوقت الذي يتواصل فيه ثبات الشعب وصموده ، ويسطر أروع الملاحم الوطنية فإن عليهم أن يحترموا إرادة من يجابهون ببسالة لوضع حد للإضطهاد والظلم والذين يضحون من أجل الكرامة.
إن إعلان البحرين خرج كسيحا وميتا قبل ولادته وإعلانه ، لأنه لم يستوعب حقائق التاريخ ولم يدرك حقيقة عقل وفكر القراصنة وقطاع الطرق عندما يستولون على السلطة والمال بالقوة ومنطق الغلبة ، ولأنه أيضا إعلان يغرد خارج سرب جماهير الشعب وشبابه الثوري على أرض الواقع.
إن الجماهير الثورية التي خرجت في دوار اللؤلؤة طالبت بإسقاط النظام كإرادة للخلاص من نظام ديكتاتوري شمولي مستبد ، وقد دعمته الإرادة الشعبية بعد أن دب اليأس في نفوس الجميع من قابلية إصلاح آل خليفة ، والى يومنا هذا تطالب في مظاهراتها ومسيراتها وفعالياتها بإسقاط النظام ورحيل الديكتاتور حمد ورحيل آل خليفة ، ولم تفلح كل محاولات العملاء والطابور الخامس من إخماد حركة الشعب الثائرة ضد الإستبداد أو الإجهاز عليها رغم قسوة ووحشية الإجراءات القمعية.
ان طرح مبادرات التطبيع مع الكيان الخليفي المغتصب للسلطة بالأمر الواقع وباللجوء لقوات أجنبية وإضفاء عليه صيغة وصفة دينية وشرعية ووطنية خيار فاشل بإمتياز، وكان من الأفضل والأهم الإعلان عن إعلان وحدة المعارضة السياسية بكافة أطيافها وتلاوينها من أجل التوافق على مشروع سياسي يحظى بتأييد الشعب وشباب الثورة ، لا أن يكرس مبدأ الحزبيات والمحوريات الضيقة ، ويكرس مبدأ الأنا وأنا الأفهم والأعرف والأنا المتضخمة كالكتلة الأكبر في مقابل سائر القوى السياسية.
إن ما تعانيه البحرين من أزمات متتالية جاء بسبب إستفراد الكيان الخليفي بالسلطة ، وعدم قبوله بالمشاركة والشراكة السياسية في الحكم طيلة إحتلاله للبحرين ، وهو لن يقبل على الإطلاق بالشراكة والمشاركة السياسية الحقيقية في الحكم مهما بلغ الأمر ، لأن عقلية آل خليفة وعقلية من يديريهم في الرياض ، ومن يدعمهم في واشنطن ولندن ترى بأن شعب البحرين لم يزل قاصراً عن التحول الديمقراطي ، وأنه لابد له من البقاء تحت حكم البدوقراطية وحكم القبيلة لكي تتحقق مصالح الإستعمار والإستكبار الأمريكي البريطاني الصهيوني في المنطقة، ولذلك فإن المطالبة بالمشاركة السياسية والتحدث عن المصلحة الوطنية لا ولن يجعل السلطة الخليفية توافق على مبدأ المشاركة والشراكة السياسية الحقيقية ، لأنها ترى البحرين ملكا لها وشعبها ليس الا رعايا وعبيد وما عليهم فقط الا السمع والطاعة.
إن مبدأ الديمقراطية والإستقرار السياسي والعدالة والتنمية والحرية والعزة والكرامة الإنسانية ودولة المؤسسات ودولة القانون لن يتحقق في البحرين إلا برحيل العائلة الخليفية وتحقق طموحات الشعب في الحرية والكرامة في ظل نظام سياسي تعددي جديد يكون الشعب فيه مصدر السلطات ، وتتحقق من خلاله كل مطالب الشعب ومنها حقه في تقرير المصير وخروج كافة القوات الأجنبية المحتلة وتفكيك كل القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية وخروج كافة المستشارين الأمنيين والعسكريين الأجانب من البحرين.
إن تسويق مبادرات التطبيع مع كيان محتل ومغتصب ممن هم محسوبين عليها وعلى الطابور الخامس للنظام الخليفي ، والذين يثبطون الشعب وشباب الثورة من الاستمرار في الثورة ويضخون اليأس داخل الشعب خدمة لمشاريع الكيان الخليفي ، إنما يعتبر خيانة للثورة والشعب الثائر وشبابه المضحي الذين صنعوا  الثورة وقدموا من أجل الحرية والعزة والكرامة وحقهم في تقرير مصيرهم التضحيات بالمئات من الشهداء والجرحى وأنهاراً من الدماء والألاف من الجرحى والمعاقين فضلا عن الألاف من المعتقلين.
إن الإنقلاب الواضح لآل خليفة على دستور 1973م ، وإنقلابهم على ميثاق الخطيئة في عام 2001م ، وإستمرارهم في حكمهم المطلق ، وما نجم عنه من تفجر أعظم ثورة شعبية في التاريخ المعاصر ، دلالة واضحة على أن الشعب يريد رحيل هذه العائلة الخبيثة الى الزبارة ونجد ، ولا يمكن القبول بدعوات المطبلين والطابور الخامس الذين يطالبون الشعب بعدم الإستمرار في إطلاق هذه الشعارات الثورية.
ولا يمكن معالجة ثورة بحجم ثورة شعب البحرين التي قدم من أجل أهدافها الشهداء عبر مبادرات تستهدف تكريس حكم وسلطة الأمر الواقع.
إن قبيلة آل خليفة الغازية والمحتلة لن تتجاوز مقولات الفتح وعلى رأسها بأن البحرين وثرواتها وخيراتها إنما هي ملك للعائلة الخليفية ، كما أن الشعب لن يتجاوز مقولاته وشعاراته وثوابته الوطنية بأن آل خليفة قبيلة غازية ومحتلة ومغتصبة للسلطة ، ولابد وأن ترحل عن البحرين من حيث جاءت.
كما إن بناء مستقبل البحرين لا يأتي إلا بهدم تاريخ آل خليفة السيء وإجتثاثه من جذوره والى الأبد لكي يحكم الشعب نفسه ، ولكي تتحقق طموحات الشعب في الحرية والعزة والكرامة ، وإن آل خليفة لن يحققوا ذرة من تطلعات الشعب ومطالبه العادلة والمشروعة ولن يتنازلوا أبداً عن مما يعتبرونه غنيمة غزو.
وأخيراً نقول للمطبلين والمطبعين والمثبطين للشعب ، من الطابور الخامس ومن المسوقين لمشاريع التطبيع مع النظام الخليفي الديكتاتوري الشمولي ، بأن يتعضوا من التجارب الماضية مع هذا النظام القمعي .. وأن لافائد ترجى من المراهنة على صحوة أو يقظة ضمير تحدث عند هذه العصابة الحاكمة.
 

حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
6 يوليو 2018م

 

 

 

تعليقات القراء

  1. ليس هناك تعليقات

أضف تعليقك