*خاص: موقع 14 فبراير

أنهى المؤتمر الدولي لقاء الحسين ع الذي تنظمه الأمانة العامة للعتبة الحسينية أعماله يوم أمس الأول الأحد الماضي ٢٣ صفر بمشاركة علماء ومفكرين من عدد من الدول الاسلامية وذلك في قاعة خاتم الأنبياء بالعتبة الحسينية المقدسة.

بحث المؤتمر الدولي لقاء الحسين عليه السلام مآثر زيارة الأربعين على الأمة الإسلامية بصفة خاصة والعالم بصفة عامة.
ووزع المؤتمر ثلاثة كتب مطبوعة تضمنت اوراق العمل العلمية لمشاركات المدعوين من مفكري العالم الاسلامي والعلماء الذين قدموا اوراق عملهم في المؤتمر.

وقد شارك الباحث والمفكر البحريني الدكتور راشد الراشد بورقة عمل قدمها في الجلسة الإفتتاحية لأعمال المؤتمر تحت عنوان العالم الإسلامي في مواجهة التحديات المعاصرة.

استهل الدكتور الراشد حديثه بالقول إن العالم الإسلامي يزخر بكافة مقومات التفوق والريادة في العالم من شتى النواحي ولكنه لجملة من التحديات يعيش حالات من التأخر والتخلف بل وتعيش معظم بلدانه حالات من التبعية.

وقال بأن المشهد المليوني لزيارة الأربعين يعطينا دلالات قاطعة على ما تمتلكه الأمة من طاقة وقدرة .
وعدد المفكر البحريني ثلاث نقاط اعتبرها اهم نقاط القوة والقدرة لدى الأمة والتي استنطقها من خلال زيارة الأربعين المليونية وهي:

اولا : قوة الموارد البشرية الهائلة والتي وصفها بالجاهزة لئن تكون في ميدان الواجب اينما وجدت الأمة ذلك ملائما.

ثانيا : القوة النفسية والمعنوية والتي اعتبرها جبارة رغم كل ما تمر به بلداننا من اجواء قاسية وصعبة . مشيرا الى ان توافد الملايين من اقطار العالم للزيارة الاربعينية ينم عن قوة نفسية ومعنوية هائلة بالنظر للمخاطر المحدقة بهذه الزيارة.

ثالثا: قوة الهوية فبالرغم من كل محاولات التدمير لازالت الأمة تعتز بإنتمائها وتعبر عنه بقوة غير عادية خاصة عند الاعتداءات المتكررة التي تستهدف الهوية والكرامة.

وتسائل الدكتور راشد اذا كانت الأمة تمتلك هذه النقاط من القوة بالإضافة الى الموارد الإقتصادية والجغرافية الضخمة لماذا لا تأخذ مكانها المناسب في قيادة العالم ؟

وقد تطرق في معرض الإجابة على هذا التساؤل الحيوي بأن هناك جملة من التحديات هي التي تحول دون وصول الأمة الى موقع القيادة والريادة في العالم.

واصفا هذه التحديات بالغول المدمر لكل تطلعات الأمة وآمالها في النهوض بالحضارة الإنسانية بحيث يتم الإرتقاء بها بعيدا عن قسوة ووحشية الإضطهاد والظلم والعبودية.

وعدد الدكتور جملة من التحديات وخلاصتها في هذه الثلاثة:

اولا : تحدي الإرهاب والعنف الذي يستهدف تمزيق وتدمير كل عناصر القوة لدى الأمة . مؤكدا على أن خطوات المواجهة في هذا المضمار لابد أن تحسم.

ثانيا : تحدي التفوق المعرفي والعلمي والتقني والتكنولوجي داعيا الى ضرورة معالجة الخلل في البيئة الأخلاقية والعملية للإنطلاقة في ميادين العلم والمعرفة بأدواتها المتطورة تقنيا وتكنولوجيا.

ثالثا : تحدي التكتل والكيانات الكبرى مشيرا الى خطورة الاعمال الفئوية التي تكرس التشطير والتجزئة والتفتيت في ساحة الأمة الواحدة.

رابعا : تحدي المشروع الحضاري وما يتطلبه من وضوح رؤية واهداف واستراتيجيات وخطط عمل وفوق كل ذلك قيادة مؤهلة ومقتدرة لتوظيف طاقات الأمة وكل نقاط قوتها فيما يحقق الحضارة المنشودة.

وفي ختام حديثه تقدم المفكر البحريني الدكتور راشد الراشد بمقترح تشكيل منظمة الأربعين العالمية لتشكل نواة للإستفادة من الزيارة الأربعينية في اطلاق مشاريع ومبادرات متصلة بالنهضة الشاملة للأمة تجاه بناء الحضارة الإسلامية.

ودعى المؤتمر الى تبني المقترح وتشكيل أمانة عامة دائمة للمنظمة.

وتوجه في ختام كلمته بالشكر للأمانة العامة للعتبة الحسينية والمسؤولين في مسجد جمكران على تنظيم المؤتمر.